أطفال الحساسية

أطفال الحساسية‏..‏ الإحتياطات الواجبة في المدرســــة




إذا كان طفلك يعاني أزمات ربوية حادة متكررة‏,‏ أو من الحساسية الجلدية‏,‏ أو الصدرية‏,‏ أو حساسية الأنف أو الجيوب الأنفية‏..‏ فهذا لا يعني منعه تماما من ممارسة نشاطه المدرسي واللعب مع اقرانه بصورة طبيعية‏,‏ ولا يعني كذلك حرمانه كلية تناول بعض الاطعمة التي يفضلها كالشيكولاتة مثلا‏..‏

ولكن هذا يتطلب منك فقط ان تتفهمي طبيعة مرض الحساسية وتتعرفي علي مسبباته وكيفية التعامل السليم مع طفل الحساسية‏,‏ والاحتياطات الوقائية لمنع حدوث اية مضاعفات له‏,‏ خصوصا في ايام الدراسة‏ هذه النصيحة تقدمها د‏.‏ شيرين رضا استاذ طب الاطفال بجامعة عين شمس‏,‏ خاصة أن الحساسية اصبحت من اكثر الامراض شيوعا بين الاطفال في الآونة الأخيرة‏,‏ والتي تختلف حسب نوعها‏,‏ واعراضها‏,‏ ومكان الاصابة بها‏.‏

تشرح ذلك استاذ طب الاطفال فتقول ان الحساسية الجلدية مثلا تبدأ اعراضها بشعور الطفل برغبة شديدة في الهرش وظهور بقع حمراء تنتشر في انحاء جسمه‏..‏ اما حساسية الانف فغالبا ما تبدأ برشح أنف الطفل‏,‏ وازدياد رغبته في دعك الانف وعدم استطاعته التنفس لانسدادها فيتنفس عن طريق الفم الذي قد يسبب التهابا بالحلق وقد يصاحب هذه الاعراض حكة بالعينين مع احمرارهما ونزول الدموع‏..‏ وبالنسبة لحساسية الجيوب الانفية فإن اعراضها تتشابه الي حد ما مع حساسية الانف ويصاحبها احساس بالصداع الشديد‏.‏

وتبدأ اعراض حساسية الصدر عند الطفل بمعاناته عدم القدرة علي التنفس الطبيعي‏,‏ ثم السعال والنهجان وعدم القدرة علي ممارسة اية انشطة رياضية‏,‏ وغالبا ما تزداد الكحة خلال نوم الطفل فتحرمه من النوم ليلا بصورة طبيعية‏.‏

وتنصح د‏.‏ شيرين الأم بضرورة التعرف علي مسببات الحساسية التي قد تصيب طفلها‏,‏ بالملاحظة الشخصية وارشادات الطبيب المختص والتي من ابرزها التلوث البيئي كالاتربة‏,‏ وعادم السيارات‏,‏ وبعض الحشرات وبالذات حشرات الفراش وبعض الاطعمة التي قد يتناولها الطفل فتصيبه بالحساسية‏,‏ خصوصا في الجلد والصدر ومنها علي سبيل المثال‏:‏ الفراولة‏,‏ المانجو‏,‏ الفول السوداني‏,‏ الموز‏,‏ الشيكولاتة‏,‏ المكسرات‏,‏ الاسماك والمأكولات البحرية‏,‏ السمسم‏,‏ الآيس كريم‏,‏ الأغذية المحفوظة لما تحتويه من مواد حافظة ومكسبات طعم والوان‏.‏

كما ان هناك من الادوية التي قد يتناولها الطفل ما يسبب ايضا الحساسية والتي غالبا ما تظهر في الجلد او الصدر‏.‏ هذا الي جانب ان العامل الوراثي لا يمكن اغفال تأثيره في اصابة الطفل بالحساسية ويجب علي الام ان تتنبه لأهميته‏..‏ وبمناسبة بداية العام الدراسي‏..‏ تنصح د‏.‏ شيرين الأمهات باتباع بعض الاحتياطات الوقائية لحماية اطفالهن الذي يعانون الحساسية والتي من أهمها‏:‏
‏
**‏ اذا كان الطفل يعاني حساسية طفيفة في اثناء الليل سواء كانت جلدية او صدرية‏,‏ فمن الواجب الا يذهب الي المدرسة صباحا قبل البدء في علاجها حتي لا تتدهور حالته الصحية في وقت المدرسة‏.‏
‏
**‏ الحرص علي تناول الطفل افطاره مبكرا بالمنزل حتي يمكن اعطاؤه ادوية علاج الحساسية بعدها‏.‏
‏
**‏ الاهتمام باختيار ملابس الطفل التي تتناسب مع هذا التوقيت من العام‏,‏ بمعني عدم ارتدائه ملابس خفيفة جدا تعرضه للاصابة بنزلات برد‏,‏ أو ثقيلة تسبب تعرقه‏.‏
‏
**‏ عند نزول الطفل للمدرسة يجب الحرص علي عدم وقوفه في تيار هوائي بارد في الصباح لمنع حدوث تغيرات سريعة في درجة الحرارة تتسبب في تهييج الغشاء المبطن لأنفه‏,‏ وحدوث نوبات عطس‏.‏
‏
**‏ الحرص علي أن يشرب الطفل كوبا من الماء الفاتر يوميا قبل خروجه مبكرا صباحا لمنع حدوث تغير سريع في درجة حرارة الجسم والاغشية المخاطية التي تتسبب في تهييج الحساسية‏,‏ او تشجيعه علي وضع منديل علي انفه قبل الخروج من المنزل صباحا‏.‏
‏
**‏ في حالة وجود اتربة في الجو او عاصفة رملية‏,‏ او سحابة سوداء‏,‏ احرصي علي ان يرتدي الطفل ماسك طبي يمكن شراؤه من الصيدلية‏,‏ لتقليل نسبة الأتربة التي قد يستنشقها وأفهميه اهميته له‏.‏
‏
**‏ التأكد من تناول الطفل كل التطعيمات الواجبة تبعا لمرحلته العمرية‏,‏ والحرص علي شرح حالته الصحية لطبيب المدرسة‏.‏
‏
**‏ في مرحلة الحضانة يجب الحرص علي الأ يقف الطفل في الشمس فترات طويلة‏,‏ والابتعاد عن نباتات الزينة‏,‏ او المزروعات والنجيل‏,‏ خصوصا لمرضي حساسية الجلد‏.‏
‏
**‏ اذا كان الطفل يعاني حدوث ازمات ربوية حادة ومتكررة فيجب ان تشرح الام حالة طفلها لطبيب المدرسة وان تترك بعض الادوية والبخاخات الخاصة به حتي يمكن البدء في علاجه فور حدوث الأزمة‏.‏
‏
**‏ ضرورة توعية الطفل بحالته المرضية حتي يمكن تجنب مسبباتها والمفيد ايضا ان يشرح مدرس الفصل للتلاميذ الصغار طبيعة مرض الحساسية بصورة مبسطة علي انها حالة مرضية يمكن علاجها وانها ليست معدية‏,‏ وان استخدام الطفل للبخاخة وقت الأزمة لا يعني ان يعتبره اقرانه طفلا مريضا ويعايروه او يسخروا منه او يبتعدوا عنه ولا يلعبوا معه‏,‏ فالحالة النفسية مهمة جدا في العلاج‏.‏
‏
**‏ في حالة الاطفال الذين يعانون الحساسية الصدرية في المرحلة العمرية من‏10‏ الي‏16‏ سنة يمكن للأم وضع البخاخات الخاصة بهم في حقائبهم المدرسية كإجراء احتياطي لاستعمالها وقت حدوث الازمة‏.‏
‏
**‏ التنبيه علي الطفل بضرورة الابتعاد عن اقرانه التلاميذ المصابين بنزلات برد‏,‏ او اية عدوي ميكروبية حادة‏.‏
‏
**‏ عدم تناول الطفل اي مأكولات من زملائه او شراء مأكولات قد تسبب له الحساسية‏..‏ ومن الافضل عدم اعطائه نقودا تغريه بشراء ما يحب من الاطعمة التي قد تسبب له الحساسية‏.‏
‏
**‏ الاهتمام باستحمام الطفل يوميا عقب عودته من المدرسة‏,‏ خصوصا في الايام الحارة لان العرق يساعد علي هياج الحساسية‏,‏ وارتداء ملابس قطنية تتشرب العرق‏.‏
‏
**‏ من الممكن ان يمارس الطفل المصاب بحساسية الربو الرياضة باعتدال وبدون اجهاد حتي لا يتسبب الإجهاد في جفاف الاغشية المخاطية المبطنة لجهازه التنفسي ومن ثم تحدث له صعوبة في التنفس‏,‏ وينصح بتناول الطفل دواءه قبل بدء التمرين‏.‏
‏
**‏ التأكد من تناول الطفل العلاج المناسب لحالته المرضية بصورة منتظمة‏,‏ وضرورة المتابعة مع الطبيب المختص لأن العلاج قد يختلف من مرحلة الي اخري حسب شدة ودرجة الحساسية ومدي تكرارها‏.‏

نصيحة اخيرة توجهها د‏.‏ شيرين لأم الطفل المصاب بالحساسية فتقول‏:‏ طفلك لايحتاج اكثر من طعام مناسب‏,‏ نظافة شخصية‏,‏ بيئة صحية‏,‏ نظام وانتظام في العلاج والمتابعة‏..‏ ومعرفة افراد اسرته والمحيطين به بكيفية التعامل معه‏..‏ حتي يعيش بصورة طبيعية‏.‏

موضوع مهم ورائع ومفيد
يسلمووو رومانسي الله يرزقنا بأطفال حلوين ندير بالنا عليهم
جزاك الله الف خير