لو علمنا الغيب لرضينا بالواقع

مقولة جميلة ينبغي ان اضعها أمامي في كل لحظة حتى أرضى بالواقع حتى وإن كان في نظري واقعا مريرا

جاء رجل إلى أحد الأنبياء فقال : يا نبي الله أريد أن أرى عدل الله

فقال له اتبعني

حتى إذا وصل إ‘لى شجرة عظيمة تحتها بئر ماء عذب وبجوارها حوض يشرب منه المارة وابن السبيل قال النبي: تعال نتوارى عن المارة فتواريا خلف صخرة قريبة يرون المارة ولا يرونهم

وبعد قليل جاء فارس ذو هيئة حسنة وفرس جميل فنزل وخلع ثيابه وهميانه وشرب واغتسل ونام قليلا ثم انصرف ولكنه نسي هميانه وبه ألف دينار

ثم جاء شاب صغير السن لم يبلغ الرشد فشرب ورأى الهميان وما به فنظر حوله فلم يحد أحداا فأخذ المال وانصرف

ثم جاء رجل قارب السبعين من العمر فشرب واغتسل وأراد أن ينام قليلا

فأما الفارس فتذكر أمواله فرجع إلى الشجرة فلم يجد إلا الشايب فأراد أن يقرره بالمال فحلف أنه لم يره فلم يصدقه فقتله وانصرف

فقال الرجل للنبي أهذا هو العدل قال له النبي نعم قال كيف والسارق طليق حر يعيش والمطلوم مقتول بغير ذنب

فقال النبي أما الفارس فقد مر على رجل ضعيف البنية فاستضعفه وأخذ منه هذا المال وأما الشاب الصغير فهو ابن الر جل ضعيف البنية
وأما الشايب فكان فيما مضى قتل والد الفارس ولم يعرفه أحد

فسبحان الله الذي يمهل عباده ولا يهملهم