صناعة الحزن

كنت قد ذكرت ذات جملة أننا

’’نعجز عن كتابة الفرح ’’

ولعل التبرير في ذلك[أننا نجيد لغة الحزن ونتقنها]

صدقوني هي ليست من عبث كلماتي الساذجة،بل هو رجل فاضح يطوّقك

حتى تكون فريسة سهلة أمامه ومن ثم يبصق بقاياك أمام الملأ !!

فهذي تراتيلٌ عارية من كلّ معاني الفرح تلتهمني بوحشية مخيفة لايراها سوايْ،ولايشعر بها غيري..

فمنذ أمد بعيد بعيدٍ أحكمتُ إغلاقها كي لاتطير منّي كطائر جميل يحاول الإفلات من قفصه

يا إلهي!!

لا أدرك تماما ماالذي أفعله الآن!
سوى أني أكتب ..
عمّاذا أكتب..
تالله لا أعلم!

سأظلّ أكافح وأكافح وأكافح وأكافح.....الخ
ولكن...
تحت أي ّ المظلاّت سيستظلّ كفاحي...!

،

كنت أظنّ أنني أعيش على قيد الحياة
فأدركت أنني أعيش على ظل الأحلام بعيدة المدى..!
حتى رسمتُ خريطة باهتة المعالم أضفتها إلى خارطة العالم في الكرة الأرضية
من جهة الشمال-تماما-حيث الهدوء بعيدا عن كل صخب،فوجدتني في مدينة نائية مليئة بمدافن ومقابر الأبرياء..!
فلا مفرّ إذن.!

،

أغيثوني..أسعفوني..!
لم أعد أقوى على الصُّراخ الخفيّ..
يخنقني بهدوئه المعتاد ثم يتلاشى بهدوئه المعتاد أيضا..
أتذوّقُ كأس المنون مرّتَيْنِ في الثانية..
وقبل المنام أموت موْت الأشقياء..
كل ما أفقهه أن حرارة الصمتِ تلفحُني..
لستُ أدري كيف الخلاص..!

،

أُقارن ذاتي أمام جبروتهم..
فيتولدّ لديّ شعور بالفخر والعزة..
وفي ذات الوقت يتطفّل شعور الخيبة إزاء مايفعلونه!
فأين أصنّف نفسي ضمن جبروتهم وغبائهم..!

،

على لوحة الكون سرقتُ نجمة ضخمة..
احتفظتُ بها كي تنير طريقي فخَفَـتَ ضوؤُها..
حتى لم يعد لها أثرا..!
علمتُ أنني لم أسرقها وحدي..فنظراتهم أخذت منّي ذاك البريق
المُشِعّ بعد أن تلصصّتُ وسرقتها بجهْدي ..
فـ إلى متى يسرق بعضُنا بعضا..!

،

حتى الساعة أنا أكتب ولا أعي ما أكتب!!
أشعر أني مُغفّلة وهناك شعور يزورني بين الحين والآخر
أنّي أكتب بلا وعي..!

ثم أدرك أني أصلي الصلوات الخمس وأسمع وأرى،إذن فما سرّ
الكتابة بلا وعي..!
لست أدري..................!

،

أتساءل فيما إذا كنت أمتلك الجرأة الكافية لإطلاع –ولو نفسي-
على صوتي الداخلي..
وأتساءل كثيرا كثيرا عن سبب جهلي بذاتي التي هي أقرب لي
من غيري..ماسبب هذا الجفاء!!
كنت أُصدق مسألة (الجدران لها آذان) ..
وبدت الشكوك تسري في كياني حتى صدقتُ أن الأجساد(لها أفواه)..
تحسستُ الاثنين معا..فلم أعثر على أفواه ولا على آذان قط..؟!
لله يامحسنين..هل من طريقة تُبعدني عن تلك الشكوك البلهاء ..!

،

حقيقة تُنشر للمرّة الأولى:
حين تعمل مكائن رأسي وتقوم بدورها الحقيقي..تئنّ وتشتكيّ من وجع في رأسها!!
وحين منحتُها إجازة مرضية،عملا بـ وإنّ لنفسك عليكَ حقّا،أبتْ وأظهرت العصيان..
وفضّلت العمل بلا أُجرة على النوم تحت وسادة الضوضاء..
لابدّ أننا سنركل الراحة للعمل بجدّ يوما ما..!

،

حسن.. سأجرّّب كتابة الفرح في الفقرة الأخيرة ،لعلّي سأُتقن ملامحه؟؟!

،
أُنادي بروعة الحياة أن هلمّوا فهُناك يومٌ جديد يطلّ عليكم..
عرّوا هذه الأجساد البالية من عناء الحياةِ ..
اركلوا كومة الأحزان خارجا
فقد وصل بائعُ البالون..
تتعاقب الأيّام ولازال البائع محتفظا بثغره الباسم..
تلتفّ أصابعه حول لُفافةِ بالون..
كطفلٍ نسِيَ ملامح والدته أمام لُعبةِ العيد..
هلمّوا..فتلك السعادة شيّدت منزلا فوق جِبال البؤس..
تمخر العُباب بشهقةِ مِلؤها الحبّ والأنس..

خاب ظنّي..للأسف!
الاستسلام هو الحل ولكن(ليس في كل الأحوال)..إنما في حالتي أنا فقط
،
لعلّها نصيحة:

أن تبتسم وأنت فاتحٌ ثغرك ..خيرٌ لك من قراءة حماقات
لاتُجدي نفعا...!